(إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ )
[فاطر:28]
إقرأ إنها همسة الغار، هي أول كلمة من رسول السماء إلى رسول الأرض.
كما وصفها د. وليد الفتيحي
الكثير منا يمتلك حظاً -و إن قلّ- من التعليم، بل هناك عدد ليس بقليل من المتفوقين و المبدعين في مجال ما. لكن هل مر على خاطرك لماذا نتعلم، لماذا ننفق الكثير من الأمول و الجهد حتى نتعلم أو يتعلم أبناؤنا؟، لماذا خصصنا مؤسسات و كوادر حتى تكون مسؤولة عن هذه القضية المهمة؟!
قد نتعلم حتى ننال شهادة ما و نستطيع من خلالها أن نضمن فرصة- عمل على الأقل تكفى لإشباع حاجاتنا.و قد نتعلم من أجل نيل منصب مرموق، حتى تكون صورتنا الخارجية حسُنة، و يُـقال ذاك فلان صاحب الشهادة الفلانية وصاحب المنصب الفلاني.و هناك من يتعلم لأجل العلم، يحس بالمتعة كلما زاد رصيده المعرفي، و ربما يحب أن يُعلم غيره و ينقل كل ذخيرته المعرفية لهم.
و غيرها...
لكن هل هذه أهداف و غايات تليق بالمسلم؟ المسلم المرتبط بالقوى الإلهية العظمى، المسلم الذي لا يرضى بغير الثريا، الذي لا يرضى بهمة ضعيفة تؤدي إلى ضياعة أمته، المسلم الذي يحمل هم هذه الأمة و يسعى لأجل رفعتها و إعادة مجدها؟!
لا و الله ما هذه أهداف تليق به.
كل عمل إن لم يكن لوجه الله خالصاً له فهو هباء منثوراً، فهذا العمل لا يُمثل أكثر من جهد بذلته و لم تتحصل على شئ في مقابله في الآخرة، فقط لأنك لم تبذله لخالقك.و العلم لا يخرج من هذه الدائرة...
نحن نتعلم يا صديقي لأجلنا فقط، لأننا هنا و يجب أن نتعلم كما تعلم أباؤنا و أهالينا و كل من حولنا.
لكن!
المسلم كل عمله يجب أن يقربه إلى الله عزّ و جل، و إلا فإنه يبعده عن ربه.
إنسان + علم + تفكر = قرب من الله عز و جل
فهل لأجلك ذلك نتعلم ؟!
خُذ برهة من الوقت و تفكّر في ذلك .. قم بعمل كل الحسابات المطلوبة و بعدها قرر.
لا تجعل كل الوقت الذي تقضيه في إنتظار وسائل النقل المختلفة و تكبد المشاق حتى تتمكن من الوصول إلى مدرستك أو جامعتك يكون حسرة و ندامة و يحسب عليك لا يحسب لك!
لا تجعل كل مبلغ يصرفه عليك والديك –يرحمهما الله- مجرد مبلغ آخر تصرفه لإشباع حاجاتك!
لا تجعل شرائك للكتب و الحصول على المصادر التعليمية مجرد أوراق أخرى تسخدمها لتخفيف الزيت عن الطعام، و لا تجعلها أوراق أخرى تُـضاف لأخواتها في الرف!
لا تجعل كل لقمة و جرعة شراب تخرج دون إستخدامها في أمر نافع!
لا تكن عبئاً آخر و حملاً تقيلاً على هذه الأمة التي عانت ما يكفيها!
لا تكن سبباً إضافياً في إستمرار نوم " أمة إقرأ " !
و لا أبرئ نفسي...
التعليم يجعلك تتعرف على الكون من حولك بطريقة أفضل، يوسع مداركك و آفاقك، يمنحك بعداً آخر ترى به الأشياء، و كلما عرفت الكون من حولك زاد تفكرك و معرفتك بخلق الله عز وجل، و كل ذلك يؤدي لقربك منه سبحانه و تعالى، و عبادته على الوجه الذي يحبه و يرضاه
لماذا نتعلم؟
4/
5
Oleh
Unknown