السبت، 15 أكتوبر 2016

ساعة الصفر و نقطة البداية




كُلنا قد سمع ممن قد سبقونا أنهم كانت لهم نقطة إنطلاق نحو المجد الذي يعيشونه ، و أنهم قد أضاءت لهم فرصة ما فاقتنصوها أيما اقتناص و لم يعودوا بعدها كما كانوا من قبل.
إنها نقطة البداية يا صديقي ، هي لحظة ، أو ربما ساعة أو ربما شهور ، فالفيصل فيها أنت ! أنت من تحدد و أنت من يقرر ما إذا كنت ستصبح رقماً صعباً أم ستمر مرور الكرام ككثير ممن حولك !


لكن دعني أخبرك شيئاً يا صديقي:
نقطة الصفر هذه، قد لا تُـلقي لها بالاً و تقضي عمرك كله باحثاً عنها ، ظناً منك أنك بعدها سوف تصبح إنساناً آخر ، إنساناً يُـشار إليه بالبنان و يذكرونه كلما ذكروا الإبداع و الإبتكار!
فإن كنت كذلك فدعني أخبرك بدون تزييف و تخريف ، بدون مجاملة حتى لا أجعلك تعيش في وهم و تظن أنك على حقيقة. هذه النقطة لا توجد في الحقيقة كما تظن أنت ! ، لا يمكنك الذهاب إلى أي مكان بالعالم كله و إيجادها ، لا يمكن شرائها و لو بأغلى ما تملك .. فقط يمكنك بذل الأسباب التي تكون بها.

هذه النقطة يا صديقي هي نعمة و عطاء عظيم يهبه الله سبحانه و تعالى لمن هو أهل له ، لمن كان صادقاً في نجواه ، لمن هو مخلص ، هي عطاء و رزق مثلها مثل باقي الأرزاق يسوقها الله إليك إن عملت بالأسباب.
لا يمكنك الجلوس ، و التفكير في أنك تريد تغير العالم دون أن تحرك ساكناً. لا تفضل قراءة الكتب في تخصصك ظناً منك أنها مملة و لا فائدة منها ، لا تريد حضور المحاضرات و الندوات لأنك كسول ، أو لأن المكان بعيد عن مكان سكنك. لا تريد أن تبذل أي جهد و بعد هذا كله تنتظر أن تكون شخصاً آخر ؟!

ما هكذا تورد الإبل و الله !

قال تعالى : (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ) الرعد الآية 11.
تكلف الأمور حتى تصبح من عاداتك ، تكلفها و تمثلها في نفسك و ستجد نفسك و لو بعد حين قد تغيرت للأفضل.

يمكنك أن تتعلم أي شئ بل و تصبح مبدعاً فيه فقط إذا صبرت عليه ، و تحاملت على نفسك و عملت فيه بالقدر المناسب دون إفراط و لا تفريط ، إبذل الأسباب و حينها ستكون شخصاً آخر.


كل نقطة تكون سبباً في تطورك و زيادة معرفتك هي نقطة بداية و انطلاق ، و كل إنجاز لك في حياتك هو مقدمة لإنجازات أخرى أفضل و أنفع لك.
و تذكر قوله صلى الله عليه و سلم : ( إنما الحلم بالتحلّم و العلم بالتعلّم ).

و ما يدريك لعلك قد مررت بهذه النقطة مسبقا ، ربما عندما أثر فيك شخص ما و ألهمك الإنجاز و الإبداع ، ربما عندما تـفـوّقت في شئ ما تحبه ، ربما حينما صرفت أول راتب لك ، ربما عندما سمعت شيخاً يتحدث عن موضوع و أحسست كأنه موجه لك أنت ..!
و لكن هل كانت هذه النقاط دافعاً حقيقياً أم مجرد لحظة أخرى من لحظات حياتك ؟

أنت من تقرر يا صديقي، أنت من تحدد ما إذا كانت هذه اللحظات

موقفاً لا تخاذل بعده ، أم مجرد موقف عادي ... فمرد الأمر كله لك.

مواضيع ذات صلة

ساعة الصفر و نقطة البداية
4/ 5
Oleh

إشترك بنشرة المواضيع

.اشترك وكن أول من يعرف بمستجدات المواضيع المطروحة